عودة مئات الاف من طلابنا لمقاعد الدراسة من عطلة الشتاء: أولادنا يعيشون ظروفًا غير طبيعية...أين المدارس من ذلك؟!

عاد مئات الاف من طلابنا في الكرمل، الجليلين، المثلث والنقب، إلى مقاعد الدراسة، بعد انتهاء عطلة الشتاء التي دامت حوالي ثلاثة أسابيع.
بدون شك، ان أولادنا يدفعون الثمن غاليًا نتيجة التحديات التي واجهتهم في السنوات الأخيرة: مؤامرة الكورونا، التعلم عن بُعد(الزوم)، من ثم الحرب غير المنتهية في الشرق....وكل ذلك، في ظل توترات يومية وصدمات نفسية متعددة، جراء الأوضاع غير الطبيعية التي عاشها ويعيشها الجميع.
في ظل هذه الأوضاع والتحديات، تقع على عاتق المدارس مسؤولية كبيرة في التعامل مع نفسية الطلاب.
وهنا تقع المسؤولية الأكبر على طواقم الاستشارة، علم النفس والرفاه الاجتماعي.

السؤال: هل تقوم المدارس بواجبها كما ينبغي وتتعامل مع الطلاب بشكل مختلف جراء الظروف التي مروا بها خلال السنوات الماضية؟!.
ام أن كل شيء يسير كالمعتاد، وكان شيئًا لم يحدث؟!.

الطالب، خاصة في جيل المراهقة(12-17 وما فوق) يكون عادة منطويًا على ذاته، يفضّل الانزواء عاطفيًا ونفسيًا والابتعاد عن الاهل وعدم الإفصاح عن مشاعره التي يعيشها.
لا شك، ان هذه الأجيال مركبة: رائعة من جهة، وبحاجة لاهتمام مكثف من قبل الاهل والمدارس من جهة أخرى.
المدارس عامة تهتم بالتعليم وبالإنجازات، ولكن الطالب ليس مجرد رقم او سلعة: هو إنسان مع مشاعر ومع احاسيس. هذه الفترة هي فترة صقل الشخصية. كل تحوّل يؤثر عليها.

السنوات الأخيرة(الكورونا والحرب) لم تكن عادية. أثرت في كافة النواحي على الاهل وعلى المجتمع عامة، وبالطبع على نفسية كل طالب وطالب في المدارس.
ليس صدفة ترى طالبًا كان متفوقًا من ناحية علمية، يتحول إلى طالب ضعيف مع علامات منخفضة. السبب الأول، هو تأثير ما يحدث من حوله على شخصيته ونفسيته وبالتالي على تركيزه وعلاماته.
للأسف، لا أرى وجود تأثير للجان الأهالي في مدارسنا على سيرورة ما يحدث في المدارس. لجان الأهالي، المدرسية والمركزية، من واجبها العمل مقابل الإدارات والجهاز التعليمي، التشاور وطرح الأفكار والاقتراحات، خاصة في ظل ظروف الحياة التي مر بها أولادنا في السنوات الأخيرة.

من باب تواجدي في قبعة الأب لطلاب في الإعداديات والثانويات، لا أرى تواجدًا ولا تأثيرًا للجان الأهالي على ما يحدث في المدارس!!.
هذا مؤسف للغاية، لأن للجان الأهالي من المفروض ان يكون تأثيرًا ملموسًا على مصير أولادهم وكافة الطلاب.
توجد ظاهرة العنف المستشري في المدارس بشكل لا يقبل التأويل: لماذا هذه التغطية على ما يحدث؟ بدلًا منسياسة التغطية، يجب كشف الحقائق والمعطيات وإجراء ندوات مفتوحة للاهل والجمهور، من أجل قطع دابر هذه الظاهرة من المدارس!.
أما بصدد قضايا أخرى متعلقة بالمدارس، مثل الاكتظاظات المرورية وازمات السير بجانب المدارس في ساعات الصباح وما بعد الظهر، فالمشاكل ما زالت عالقة وعلى حالها، بدون وجود حلول لها من قبل المجالس المحلية.
وهنا تقع مسؤولية كبرى على أقسام الهندسة، التي من واجبها إيجاد حلول لهذه القضايا.
من ناحية امان: رأينا ان عددًا من المدارس والروضات غير امنة، ويجب على السلطة المحلية، بالتعاون مع الجبهة الداخلية، العمل والآن على حل هذه المشكلة.

نحن نعيش في دولة غير مستقرة، تبحث بكل ثمن عن اشعال الحروبات كل فترة وفترة، لذلك يجب إيجاد حلول لقضية الامن والأمان في المدارس.
طلاب الثانويات امام تحديات امتحانات البجروت في هذه الفترة: هذه مرحلة حساسة وهامة جدًا امام كل طالب وطالبة، ستحدد مصيرهم التعليمي في المستقبل.

يجب على المدارس توفير أجواء مريحة للطلاب، ونقلهم لمرحلة هامة في حياة كل واحد وواحدة منهم بالشكل الصحيح، والمهني.
يجب التفتيش دائمًا عن "تعزيز" المدارس بمُدرّسين ومدرّسات على اعلى المستويات، خاصة في المجال والتخصص العلمي: نحن بحاجة لمعلمين في اعلى المستويات لخمس وحدات رياضيات، لغة إنجليزية، بيولوجيا والمواضيع العلمية.
يجب علينا مواكبة العصر، وهذا العصر هو عصر التكنولوجيا والتطور العلمي، وعلى ذلك يجب ان تسير كل مدرسة ومدرسة.
نأمل لطلابنا الأعزاء عامًا موفقًا وناجحًا وهادئًا.