قرارات هادمة وأوامر هدم أخرى ضد مجتمعنا قادمة منعم حلبي

القرار بنقل صلاحيات إنفاذ قوانين البناء، وبشكل خاص أوامر الهدم الإداريّة، إلى وزير الأمن القومي، إيتمار بن جفير، هي خطوة مدروسة أخرى، هدفها تضييق الخناق أكثر فاكثر على مجتمعنا في الجليلين، الكرمل، المثلث والنقب.
في هذه القضية كلنا "سواسية كأسنان المشط": العنصرية الممنهجة ضدنا وسياسة القمع ضد مجتمعنا لا تفرق بين مسلم ودرزي ومسيحي...أن تضع موضوع البناء بأيدي الشخص الأكثر تطرفًا في الحكومة، هو مؤشر آخر ان الصدام الكبير قادم لا محالة.الصلاحيات التي ستُمنح لبن جفير تكمن بالأساس في المراقبة على البناء غير المرخص وإصدار المخالفات وأوامر الهدم الإدارية، أي أن سيرورات الهدم الإداريّة - ابتداءً من مرحلة إصدار الأوامر وحتى مرحلة الهدم الفعليّ ستتركّز كلّها بيد سلطة واحدة، مما قد يسرّع ويزيد من وتيرة الهدم ويعمّق السياسات التمييزيّة ضد المجتمع العربي.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، رأينا هذا الأسبوع مناورات-بل مناوشات- نادرة بين الشيخ موفق طريف ووليد جنبلاط، خلفيتها الرسالة الناقدة التي وجهها جنبلاط للشيخ طريف، جراء استقبال الأخير الحافل لنتنياهو في جولس.
ادعى جنبلاط، ان هذا الاستقبال سبّب الضرر الجسيم للمجتمع المعروفي في كل مكان.
حقيقة، أوافق موقف جنبلاط جملة وتفصيلًا، وقد كتبتُ في كلمة العدد السابق من "كل الناس"، انه حان الأوان ان تغيّر القيادات سياسة تعاملها مع الحكومة الإسرائيلية.
إذا كان هذا المطلب مستعصيًا، فيجب التفكير الجدي والعملي في تغيير القيادات!!.
نحن نعيش اليوم في حضيض الحضيض تمامًا. لا نستطيع ان نبني بيتًا على أراضينا الخاصة، مطاردون ماديًا ومعنويًا بشكل يومي على يد مؤسسات الدولة، وذلك برغم ولاء بعضنا الأعمى للدولة وبرغم ان عددًا من شبابنا قُتل في حروبات لا شبق لنا ولا عبق فيها.
هذا التوجه بحاجة لرد فعل. لا يكفي ان ننتقد هنا وهناك من عبر المنابر. يجب ان نتخذ خطوات عملية فعلية تهز أركان الدولة، وإلّا، ستستمر هذه الدولة بالتضييق علينا أكثر فأكثر.
إدعى الشيخ طريف خلال الرد لجنبلاط، اننا طائفة من شيمها استقبال الضيف...هذا صحيح، ولكن ليس من شيمنا وضع رقابنا بأيدي الجلاد، بل من شيمنا المواجهة دون قيد ولا شرط ضد الظلم والظالم!.
لذلك، يجب ان تجري القيادات الدينية والسياسية حسابًا حقيقيًا للنفس وان ترى ما يحدث في المجتمع في الجليل والكرمل، وان تتخذ خطوات انقلابية في تعاملها مع الجلّاد.
وهنا توجد فرصة سانحة وامتحان: تعيين "جلاد" عنصري مثل بن جفير مسؤولًا عن أهم قضية تواجه المجتمع بحاجة لردة فعل قاسية وليس انتقادًا عاديًا.
ما يحدث لنا لا يمكن ان يستمر!.