سياسة التخدير تأتي من فوق.../ منعم حلبي

-أتذكر المظاهرات التي قادها رؤساء مجالسنا في سنوات التسعين والخطة الخمسية التي أنتجت عنها
-لماذا لا يقود رؤساء المجالس الحاليون مظاهرات ضد سياسات الحكومة في موضوع التخطيط الذي اوصلنا للحضيض؟!
-من استمات لأجل هذه الدولة، استفاق بعد 75 عامًا و"كشف" حقيقتها" تمامًا...

أسبوع ونيّف على موعد ما يُسمى ب"يوم الذكرى" وبعيد استقلال إسرائيل، اليوم الذي يعتبره الفلسطينيون يوم النكبة، بحيث قُتل وهُجر مئات الاف من أصحاب الأرض والدار لأجل إقامة دولة لليهود على ارض فلسطين عام 1948.
نحن-بنو معروف- عشنا على مدار 75 عامًا بين حانا ومانا.بدءًا رفضنا كافة العروض والإجراءات التي سعت لإدخالنا للجيش ومن ثم أرُغمنا الدخول، برغم معارضة عدد من القيادات ونسبة كبيرة من المواطنين في حينه.
دفعنا-رغمًا عن إرادتنا- ثمنًا باهظًا جراء الخدمة الإجبارية، من قتلى ومصابين من جهة، إبعادنا عن أبناء جلدتنا من جهة ثانية، إضافة حاجز آخر امام أبنائنا ان يتعلموا ويتخرجوا من الجامعات والمعاهد العليا من جهة ثالثة. حصرنا اقتصاديًا جراء اعتمادنا على الأمن والعمل ضمن أطره المختلفة، من جهة رابعة.
لوّحت بعض الشخصيات الموالية للدولة بحلف الدم الوهمي، واليوم وبعد 75 عامًا نحن ندفع ثمن استماتة بعض المنتفعين للدولة حتى على حساب أهلنا ومجتمعنا.
اليوم توجد صحوة من قبل شخصيات وقيادات خدمت الدولة بشتى الأطر، واليوم خرجت من "البئر" وتشن على سياسة هذه الدولة حملة ووابلًا من الانتقادات جراء تعاملها التعسفي والعنصري ضدنا. آمل ألّا تكون هذه الصحوة مؤقتة...
أعزائي، أرى تقريبًا كل ما يُكتَب من عبر صفحات الواتس-اب في الهواتف النقّالة.
أرى مئات بل والاف التعليقات في كل فرقة وفرقة.
رأيتُ الكم الهائل من هذه التعليقات قبل ما سُمي ب"يوم الغضب الدرزي" الذي أقيم في الشجرات الأربعين بجانب جامعة حيفا، واعتقدتُ لتوي انني سأشاهد الاف المتظاهرين في هذه الوقفة. في نهاية المطاف، حضر بالكاد 50 مواطنًا!!.
نحن مجتمع يُكثِر من الكلام من عبر صفحات الإنترنت(غالبًا بدون أسماء ومع أسماء مُستعارة)، الفيسبوك(نفس ما ذُكر بصدد الإنترنت) وفرق الواتس-اب.
وقت الجد، لا تُترجَم هذه البطولات الكتابية لأفعال على أرض الواقع.
وواقعنا اليوم في كافة القرى المعروفية في الحضيض: ابناؤنا لا يستطيعون البناء على أراضيهم، لجان التخطيط تصعّب وتضيّق الخناق حول رقابنا وقرانا، والوضع مُقوقع بصورة تكاد لا تُصدق.
في سنوات التسعين من القرن الماضي قاد رؤساء المجالس الدرزية مظاهرة صاخبة في القدس، أنتجت الخطة الخمسية في فترة رئيس الحكومة في حينه إسحاق رابين.
واليوم؟ ماذا يحدث بالضبط مع رؤساء المجالس؟!.
الوضع اليوم، خاصة بصدد التخطيط، لا يمكن ان يكون أشد سوءًا. لماذا لا نرى تظاهرات صاخبة مثل التي رأيناها في حينه؟!.
نحن على اعتاب الانتخابات للمجالس المحلية. كل رئيس مجلس حصل في الانتخابات السابقة على الاف الأصوات من قريته. لماذا لم نسمع عن مظاهرة جدية واحدة خلال السنوات الأخيرة مقابل مكاتب الحكومة؟!.
لماذا لا يجند الرؤساء الاف المواطنين للتواجد في القدس؟!.
ما فائدة الانتخابات، ما دامت لا تُنتج عن نضالات جماهيرية؟!.
يقولون إن الشعب مُخدَّر...انا لا أوافق هذا القول!!.
التخدير يأتي من فوق!.
عندما لا يجرؤ رئيس مجلس مُنتخب ان يتحدث عن تظاهرات ومظاهرات وإغلاق شوارع، ماذا ننتظر من المواطنين الذين يبحثون عن لقمة العيش؟!!.
مجتمعنا ضعيف مع الأسف، وما يزيده ضعفًا، ضعف القيادات!.
الأسبوع القادم فرصة لنُظهر موقفنا تجاه سياسات الحكومات ضد مجتمعنا!.
هل سنُظهر هذا الموقف؟!.
لننتظر ونرى!.