عن نصف الماراتون كملاهي إبليس/ مرزوق الحلبي

نصف الماراتون وأي نوع من أنواع الرياضة يفقد معناه وكل معنى فيه عندما يكرّسه رئيس مجلس الدالية إلى ورقة توت تستر عشر سنين من الفشل في كل شيء ومن الإضرار بالناس وتنغيص حياتها ـ محنة الخارطة الهيكلية ورفع أسعار المياه بشكل خياليّ مثالان فقط.
ليس لدي أي مشكلة في أن يُشارك كل طلبة المدارس في نشاط لا منهجي. بل من المفضّل أن تهتمّ إدارات المدارس بكسر روتين التعليم بأنشطة لا منهجية مفيدة. لكني أرفض أن يُستعمل التلاميذ الصغار باسم الرياضة في نشاط هو من أوّله لآخره "مهرجان" و"ضجيج" إعلامي للتستّر على فشل إدارة المجلس ورئيسها في كل مجالات حياة بلدة تعدّ 18 ألف نسمة. لو كان لي طفل في المدرسة لما سمحت أن تُستغلّ براءته لخدمة رئيس فاشل وإدارة تحوّلت إلى "لجنة تزيين الصفّ"!
ليس هناك أي مشكلة في أن تُجبى رسوم من المشاركين لكن لدي مشكلة عندما لا أعرف ما مصير الرسوم التي تُجبى. لدي مشكلة أخرى أهمّ وهي ـ كيف يحصل ألّا تستطيع "لجنة تزيين الصفّ" أن تموّل حدثًا كهذا من مصادرها؟ رأيت رعايات كثيرة لهذا الحدث من مؤسّسات تجارية ـ ما هي قيمتها ولمن وصلت في نهاية المطاف؟ هناك مال سائل ـ كيف يتمّ التصرّف فيه؟ لا أستطيع أن أجزم في شأن إدارة المال العام لكني أجزم أنه كان بالإمكان تجنيد ما يكفي من موارد لو أن رئيس لجنة تزيين الصفّ اهتم بذلك ولم يقعد من السابعة على صدر شبكات التواصل يتتبع معارضيه!
ليس هناك مشكلة في أن يتمّ إغلاق شارع أو شارعين لغرض نشاط أهلي أو شعبيّ لمدّة محدودة ـ لكن أرفض أن يُغلق الشارع لدقيقة واحدة من أجل رئيس فاشل للجنة تزيين الصفّ!
ليس لديّ أي مشكلة مع الذين يختارون أن يُشاركوا في هذا الحدث. ولكلّ واحدة وواحد تصوّره لرياضة العدو للمسافات الطويلة وحقّه في تحقيق ذاته الرياضيّة. لكن عليهم أن يُدركوا أن مشاركتهم بالنسبة للرئيس "السادق" هو "مهرجان" يُغطي به على إخفاقاته. أما المشاركون من خارج الدالية فهم لا يعرفون!
لقد أرسل رئيس لجنة تزيين الصف أعضاءها وعمالها لتنظيف مسار نصف الماراتون ـ جهد محموم لإظهار كلّ شيء نظيفًا ومرتّبا ـ كما هو البستنجي الذي يعمل ليل نهار لإظهار الشارع الرئيسي كأنه مأخوذ من بلدة ميجان الفرنسية أو إسيزي الإيطالية ـ يعني هناك توظيف لجهد ومال في إنجاز كذبة أن الدالية هي "تل أبيب الدروز" كما يقول رئيس لجنة تزيين الصفّ بتبجّح. كذبة لأن الشوارع في سكعب والونسة ووادي الفش وعش غراب والرندة وبير دوبل وفي كل شارع داخلي تقول الحقيقة ـ الشوارع هناك والتي عبدها الناس على حسابهم ضيّقة وغير نظيفة تغطيها أكوام النفايات من كل صنف ـ هناك لن يمرّ المشاركون في نصف الماراتون!
في العادة، لم تكن لدي مشاكل مع لجان تزيين الصفّ بل أسهمت بقسطي في نشاطها. لكن تصوّروا مدرسة كاملة ليس فيها سوى لجنة واحدة لتزيين الصف أو الساحة؟ هكذا هي الدالية ـ عقد من الفشل في كل شيء ـ سوى عمليات تزيين الصفّ والشارع الرئيسي ورئيسه. رئيس دمّر الرياضة وفريق المعين وأفشل كل محاولة لإحياء الفريق والنهوض به، وحوّل الثقافة إلى تهريج وترفيه للجماهير هو رئيس يجعل من كل شيء زينة يُغطي بها فشله التام في كل شيء.
لو أن النية سليمة والرئيس "سادق" لكان سلّم الأولويات في الدالية مختلفًا. لبذل رئيس المجلس "السادق" واحد في المليون من جهود التزيين كي يصدق مع شيخ واحد أو مواطن واحد من الذين أضرّت بهم الخارطة الهيكليّة!
وقد قالت الرواية الشعبية المتداولة ما قالته عن "ملاهي إبليس".