الكرمل: خطاب العزّة وخطاب الذلّ/ مرزوق الحلبي

الأولى ـ لقد استطاعت حركة "قلب عسفيا" وأنصارها في بلدنا عسفيا أن تُعيد التخطيط في إلى أيديها بعد أن حاولت هيئات التخطيط والسلطة أن تفرض عليهم خارطة هيكلية تكون محنة وكارثة لأهلنا وللجيل الشاب القادم بوجه خاص.

نضال شعبيّ من أشهر مقابل السلطة المحليّة ومعها ضد الإملاء والحصار، وخطاب فيه من العنفوان والعزّة ـ أفضى اليوم إلى قرار اللجنة اللوائية في حيفا سحب مقترحها للخارطة الأمر الذي يعني انتصار إرادة الأهالي ورافعي مطالبهم من حراك شعبيّ مبارك ومحسوب.

الحقوق تؤخذ ولا تُعطى هو الدرس الذي تعلّمته أنا من أهلي في عسفيا للمرة الخامسة في بضع سنوات.

الثانية ـ فيما كان الأهالي في عسفيا ينصبون خيمة الاحتجاج والنضال لاسترجاع الأرض وحقوق التخطيط ورفض الهوان، في ساحة مجلسهم المحلّي كان رئيس مجلس الدالية كعادته مشغولا بأمور "أكثر أهمية" و"مصيرية" ـ كان يقف مُتخنصرًا يتباهى ببناء نقطة الانطلاق لنصف الماراتون في الدالية. وهو الرئيس نفسه الذي كان يقطع الكنافة للزوّار باب مجلسه بينما كان أهل عسفيا ينظمون اجتماعًا نضاليًا في بلدهم ضد الخارطة الهيكلية وسياسات الحصار.

الرئيس الذي دمّر الرياضة في دالية الكرمل وفشل في إدارة كلّ الملفّات الأساسيّة يبدو لنا متعهّد حفلات ومناسبات. وقد حوّل المجلس إلى "משרד הפקות בע"מ". وهذا أمر طبيعيّ. فرفيق الذي فشل في كلّ شيء كرئيس مجلس يستعين برفيق متعهّد الحفلات لإخراج حفلة تحجب فشله التام!

الثالثة ـ يوم الأربعاء الماضي، حاول رئيس مجلس الدالية متعهّد الحفلات والمناسبات أن ينصب فخًّا لمعارضي خارطته الهيكلية التي شارك في إعدادها والتصديق عليها من وراء ظهر أهل بلده وأصحاب الأراضي. فقد أتى بروايته المرتبكة المتناقضة إلى اجتماع عام في المركز الثقافي. لكن الحضور من أهلنا الشرفاء أوقفوه عند حدّه وأثبتوا له على الملأ أنه لا يقول الصدق بل يُضلل ويثرثر دون طائل وأنه الذي أودع الخارطة ودافع عن أحكامها وتلاعب فيه لصالح المقربين واستغلّ مصائب الناس وحاجاتها. ردّوا له الأضاليل إليه فلفلف أوراقه وغادر المكان.

إنه ليس حدثًا عابرًا. بل هي اللحظة التي قرر فيها أهلنا أن شرعية رفيق حلبي قد سقطت نهائيًّا. لا أحد سيصدّقه بعد الآن. ولا المؤيّدون الذين عادة ما يعترفون لي أنهم مثلي لا يصدقونه في أي شيء يقوله.

الرابعة ـ المشاركون من خارج دالية الكرمل في نصف الماراتون لا يعرفون فشل رفيق حلبي الممتدّ ولا كيف يتعامل مع الدالية كأنها امرأة معنّفة ـ يضربها طيلة الأسبوع ويُحضر لها باقة ورد في نهايته. لكن أنتم أهل الدالية مُحبّو رياضة الركض ـ هل ستركضون معه إلى بيوت 130 مواطنًا يتعرضون لغرامات بقيمة 360 ألف شيكل بسبب قانون كمينتس؟ أم إلى بيوت المواطنين الذي أخذ رفيق حلبي أرضهم ومنحها لشركة الكهرباء من وراء ظهورهم؟