كلمة كل الناس: عند الامتحان، يجب ان يُكرم المرء او يُهان!!

مر مجتمعنا "جهنم انتخابات كنيست" في السنوات الأخيرة، ونسينا الانتخابات الأهم محليًا: الانتخابات التي تقرر وضع قرانا ومدننا العربية.
صحيح، السياسة العليا هي سياسة عليا، الإجحاف هو الإجحاف والتعامل العنصري هو تعامل عنصري وشيء لم ولن يتغير.
السؤال: ما هي قدرة رؤساء مجالسنا على تحسين أوضاع قرانا في ظل هذه السياسات؟!.
نحن نطالب منذ حوالي 25 عامًا ان تتغير السياسات الإسرائيلية تجاهنا كمجتمع من جهة، وان يتغير التعامل السياسي المحلي من جهة أخرى، بحيث يكون عامل الانتخاب غير منوط باسم المرشح او باسم عائلته، إنما وفق كفاءاته وقدراته على تحريك الأمور وبتغيير الواقع للأفضل.
برغم انتقاداتنا المستمرة للرؤساء وللمجالس المحلية على مدى ربع قرن، انتقادات جاءت لأجل الإصلاح، لم نرَ تحولًا ملموسًا في واقعنا الحياتي، بل العكس هو الصحيح.
ما هي أسباب هذا التقوقع في مجتمعنا؟ لماذا نرى وجود تقدم في سائر المجتمعات العربية، برغم التعامل السياسي العنصري من قبل الدولة؟!.
لان هذه المجتمعات قررت ان تأخذ مستقبلها بأيديها وان تُحدث التغيير بالقوة لأجل مستقبل أفضل لأولادها وللأجيال القادمة.
لدينا الأمور ما زالت جامدة والتفكير العائلي والعشائري يقوقع حياتنا ويؤخرنا عن سائر البلدات العربية.
انظروا إلى أوضاعنا الرياضية: فرق عربية وصلت للعليا ولدرجات ممتازة، اقامت منشآت على اعلى طراز، ونحن مقوقعون في الدرجات الدنيا، بدون منشآت ولا ما يحزنون.
الوضع في التربية والتعليم حدِّث ولا حَرَج، وضع التخطيط كارثي يشعر به كل مواطن: نحن مُلاحقون من قبل وزارة المالية ولجان التخطيط، وضع البنية التحتية لم يتغير ولم يتحسن، بالعكس، وذلك برغم دخول المجمع لقريتنا، وبرغم أننا ندفع أضعاف ما كنا ندفع. لا مصانع ولا دعم للمصالح التجارية بل بالعكس تمامًا، هذه المصالح تعاني الأمرين يوميًا جراء مدفوعات الأرنونا التي تهد كاهلها. وضع الحارات التي يقطن بها المواطنون يذكرنا بأماكن في عصور وسطى....
الجميع يرى ويعرف الحقيقة، ومع ذلك يبقى تفكيرنا مقوقعًا في اختيار ابن العيلة....
هكذا لن نصل الى أي مكان اعزائي. نحن نملك خامات رائعة من الشباب والصبايا تستحق أفضل بكثير من الواقع الحالي.
حان الأوان ان نفكر في هؤلاء وفي مصلحتهم وان ننتفض ونغير تفكيرنا 180 درجة لاجل الأجيال الصاعدة.
مجتمعنا لا يحتمل اكثر الفشل الموجود.
رأينا من خلال زيارة مقام النبي الخضر عليه السلام يوم الأربعاء، ان قضية التخطيط والبناء هي القضية التي تُشغل بال كافة القرى العربية المعروفية في الكرمل والجليل.
دار الحديث عنها حتى من خلال زيارة دينية. هذا يقول، إننا متفقون، إنه من واجبنا ان نواصل في النضال الشعبي ضد مؤامرات الدولة وضد فشل بعض السلطات المحلية في معالجة هذه القضية.
نحن نؤمن بالثالوث المقدس: الأرض والعرض والدين.
لنناضل حتى آخر رمق للحفاظ على ما تبقى من الأرض وبالطرق القانونية وبالنضال الجماهيري بلا هوادة.
الأوضاع تضيق بنا يومًا بعد يوم، لا مجال للتراجع ولا مجال للتخاذل!.
وعودة للانتخابات بعد عدة أشهر للسلطات المحلية: المواطن الذي سيذهب لصندوق الاقتراع، عليه ان يعرف تمامًا من هو المرشح وماذا فعل في قضايا الأرض والمسكن، التخطيط والبناء. من حاول انقاذ البلد ومن اغرقها.
من حاول الحفاظ على ممتلكاتها ومن باعها للغرباء!.
عند الامتحان، يُكرم المرء او يُهان!.