سارحه والرب راعيها/ هادي زاهر

التوقيع بالدم

غريب امرنا ولله، ندرك الحقيقة ونحيد عنها، لا بل ندعم من يظلمنا، لا نفكر بانه سيلحقنا الدور، لا نستنتج العبر من خلال تجربة من حولنا، نعتقد باننا إذا سرنا في ركب من يظلم الجميع ولا يوفر أحدًا، سوف يستثنينا من المظالم. الصهيونية التي تجتهد جدًا في ابداع القوانين العنصرية نقف معها؟ صادرت أراضينا، حجب مستحقاتنا، منعت وصول الحد الأدنى من حقوقنا الأساسية للحياة الكريمة كوصول الكهرباء إلى احياء جديدة دون ان نتحرك كما يجب، فازدادت شهيتها فأخذت ترسل أوامر الهدم إلى شبابنا بعد انهاء خدمتهم الاجبارية، والغرامات بآلاف الشواقل، ولمّا تخاذلنا عن رد الفعل، امعنت في ظلمها فحولت الغرامات إلى مئات الوف الشواقل التي قدرت في عسفيا ودالية الكرمل بمليار شاقل وهكذا تثبت السلطات الإسرائيلية للجميع بانها لا ترانا سوى مجرد مرتزقة وقد بقوا الحصوة عدة مرات عندما كانت ترتفع معنوياتنا قليلا.
يوم الاحد الأخير عيل صبر شباب من قريتي عسفيا كانوا قد اقاموا جمعية اطلقوا عليها اسم" من اجل البيت" وقرروا الاجتماع في "دير المحرقة" وحرق أوامر الهدم، مطالبين التعامل معنا بإنصاف وإعطاء المجال لتنظيم البناء، توسيع مسطحات القرى وإصدار رخص بناء كما هو الحال في الوسط اليهودي، من منطلق " عدم التعامل مع الطائفة الدرزية كأعداء للدولة. القيت هناك الكلمات التي طالبت السلطات بعدم الاستهتار بالطائفة الدرزية، وهنا نقول لأهلنا: كفى مع هذه النغمة النشازية التي اثبتت فشلها، فالنضال يجب أن يكون موحدًا مع بقية أبناء شعبنا والانعزالية لا تزيدنا إلا ظلمًا، وتجربة 75 عاما تكفي لاستنتاج العبر اللازمة. لا تدوروا في الحلقة التي رسمتها لنا السلطات لنبقى سجناء وضعفاء داخلها لتتصرف معنا بوحي من مفاهيمها العنصرية القذرة التي ترى بالجميع أعداء لها، كفى إعطاء الفرصة لرجالاتها ليضحكوا علينا.. كفانا تترتحًا بحبال الهواء!.

إننا فيها

هناك من لا يعجبه قول الحقيقة ويتهادن ظنا منه بان الدبلوماسيات هي الطريق الأفضل لتحصيل الحقوق، وهناك من لم يعتد على سماع الحقيقة. نقول ان هذه السلطات تنضح بالعنصرية من اخمص اقدامهم إلى اعلى رؤوسهم، وهم يعتقدون بان ما يجوز لهم لا يجوز لغيرهم، فمقابل المخالفات التي تفرضها السلطات على شبابنا مما يفتشون عن مستقبلهم في موضوع السكن، نجد ان هناك وزراء الذين من المفروض ان يكونوا النموذج الإيجابي للمواطنين يسكنون في الأراضي المحتلة على أراضي أصحاب الأرض وبدون ترخيص أيضا. إلى متى هذه الوقاحة التي أشار إليها بن غريون في كتابه يوميات الحرب والتي يقول فيها " اننا بعد سلسلة من الانتصارات سنصبح اوقح شعب على وجه الأرض"؟.. اننا فيها.

خط العدالة...
كيف يتساوى فرض الضرائب وزيادة ثمن السلع والفائدة البنكية على مختلف المواطنين في الوقت الذي يزيد افراد الحكومة وأعضاء الكنيست معاشاتهم؟ كم هو خط العالة مائلا في هذه البلاد؟!.
التناقض

المصلحة هي التي تقرر موقف الأحزاب اليهودية الدينية كغيرها من الأحزاب، بعيدًا عن الشعارات التي يتغنون بها. هل هناك برهان قاطع على ذلك أكثر من تصويت هذه الأحزاب الدينية لصالح امير اوحانا المثلي جنسيا ليتولى رئاسة الكنيست؟، الحقيقة هي ان هؤلاء أخفوا رؤوسهم خجلا من فعلتهم لأنهم أدركوا فضيحتهم ومدى التناقض بين اقوالهم وافعالهم.

مسدس الوزير

حكومة غريبة وخطيرة تولت الحكم في إسرائيل، اذ اشمئز منها كل عاقل، فصلاحيات كثيرة مُنحت لمن يشهر المسدس وغيره لأتفه الأسباب، وكانت هناك استنكارات واحتجاجات من قبل مسؤولين، منهم مثلا حتى سفيرة إسرائيل في فرنسا ياعل جيرمان التي لم تهضم هذه الحكومة وقررت ان تستقيل من منصبها، وهنا مناسبة لان نطلب من الأخت غدير مريح ان تحذو حذو السيدة ياعل وتنسحب من منصبها الدبلوماسي الذي تشغله في الولايات المتحدة.
نقطة ضوء

مقابل كل ما لا يسر القلب هناك نقطة ضوء، منها ان التأمين الوطني زاد مخصصات راتب الحد الأدنى للأجور بنسبة 5،1 % ليصبح 5572 بدلا من 5300 شاقل
كما سترتفع مخصصات الإعاقة، لتصبح 4063 شاقلا
بدلا من 3700 شاقلا، وهناك زيادة طفيفة على تأمين الأطفال وغيرهم.