ما بين الواقع والخيال/ كبمة منعم حلبي

نهاية عام دراسي جديد تتمخض عادة عن سعادة الطلاب والطاقم الدراسي، وضجر الاهالي....هذا العام كان استثنائيًا على الجميع: عام الكورونا قلب حياتنا كمجتمع رأسًا على عقب، خاصة في الجهاز التعليمي.
الطلاب تعلموا من البيت، بواسطة الحواسيب، عن طريق خطة "الزوم":المواجهة المحوسبة بين الشخص والآخر.
عاد الطلاب لممارسة حياتهم الطبيعية فقط في الأشهر الاخيرة.
كنتُ اتوخى من المديرين والمديرات عقد جسلة طواريء جراء هذه الوضعية واتخاذ قرارات، منها، عدم اعطاء شهادات مع علامات على سبيل المثال وانما شهادات تقديرية فقط.
على كل، عانى الطلاب والجهاز والاهالي الامرّين خلال الفترة السابقة، خاصة من ناحية اجتماعية وتعليمية(بصدد الطلاب)، وتصرفاتية(من ناحية الاهل).
يدور الحديث في دالية الكرمل عن إجراء هيكلة مجددة للجهاز التعليمي في دالية الكرمل.
السؤال: ما هذا التناقض في نقل الحقيقة للناس؟!.
رئيس المجلس يتحدث على مدار الساعة عن النهضة التربوية والتعليمية في مدارس دالية الكرمل. ما دامت توجد "نهضة"، لماذا يتوجب إحداث تغييرات في الجهاز؟!.
ام أن الحقيقة مغايرة تمامًا للواقع؟!!.
قلتُ وأكرر: نحن نعيش في عالمين: العالم الحقيقي والذي يُدعى واقعًا، والعالم الخيالي(فيرتوالي) الذي يحاول تصويره رئيس المجلس. شتان ما بين العالمين!.
كشفنا النقاب خلال السنوات الفائتة عن التقصيرات والتجاوزات وعن التعيينات السياسية وغير المهنية في المجلس، ولكن بصدد موضوع التربية والتعليم، لن نقبل باستمرار هذه المهازل!.
أولادنا اهم ما نملك، ونطمح بمدارس على اعلى طراز، مع افضل معلمين ومعلمات، مديرين ومديرات.
هنا يجب ابقاء الاغراض الشخصية-السياسية جانبًا.
استغل بدء العطلة الصيفية واقول، إنني أقدر تطوع لجان الاهالي في المدارس، ولكني أتوخى منهم العمل على مدار السنة لصالح الطلاب والاهالي، وليس بالضرورة لصالح او لإرضاء المدارس ورئيس المجلس. هذه كلمة موجهة لكافة لجان الاهالي الذين يقرأون "كل الناس".إذا قررتم الخوض في هذه التجربة، عليكم ان تعرفوا، أنها مقدسة. للجان الأهالي وزن وثقل كبيرين على تغيير الواقع ونشل طلابنا من الوضع الراهن وتحسين الوضع التعليمي في مدارسنا.
اتحدث من قبعتي كأب وأعتمد على ما يصلني من اولادي: الأوضاع بعيدة ان تكون مثالية في المدارس، بل العكس صحيح، خاصة قضايا العنف وتصرفات الطلاب داخل الصفوف وفي الفُرص.
لا توجد سيطرة من قبل الطواقم على ما يحدث. المعلم/ة يستصعبون تمرير المادة جراء الضجيج الهائل داخل الصفوف.
يجب ان نضع الحقائق على الطاولة: أوضاع مدارسنا سيئة!.
يجب تغيير المنهج التعليمي، والاهم، يجب تغيير اساليب التعليم المعهودة. حان الاوان لإحداث انتفاضة في هذا المجال.
طالب اليوم، ليس طالب الأمس: طالب الايفون، الإكس-بوكس، التابلت والعالم الديجيتالي لا يستطيع ان يجلس 45 دقيقة ويستمع الى شروحات مملة.
يجب إجراء جلسات عمل بين الطواقم المهنية وايجاد، بل خلق، طرق وسُبل تعليمية جديدة وحديثة تلائم العصر الحديث.
كلمة أخيرة: كفانا النظر على معدل النجاح في البجروت. علينا دراسة واقعنا والنظر للحقيقة، حقيقة النسبة المتدنية من الطلاب الذين يدرسون وينجحون في المواضيع العلمية الهامة التي تؤهل للمعاهد العليا.
اذا نظرنا للحقيقة في مستوى العينين، ممكن احداث التغيير، والعكس صحيح!.
فرصة ممتعة ومجدية للجميع!.