حان الأوان لمأسَسَة شؤوننا! وجهة نظر: منعم حلبي

مجتمعنا يخلط عادة الحابل بالنابل، خاصة عندما تتأزم الأمور وتحتد المشاحنات مع مؤسسات الدولة ومع الحكومة على وجه التحديد.
يجب علينا ان نبسّط ونوضّح الأمور: نحن مجتمع قليل العدد يعيش ضمن حدود دولة ذات سيادة وغالبية يهودية.
علينا ان نتصرف تمامًا كيف تتصرف الأقليات في كافة ارجاء أنحاء العالم: يجب علينا ان نُمَأسس أنفسنا، ان نتحد وان نضع الخلافات الشخصية والسياسية والعائلية جانبًا.
كتبتُ من عبر هذا المنبر في السابق، وأكرر لأهمية الموضوع: واجب علينا أن نقيم جمعية او مؤسسة مستقلة تُعنى بشؤون المجتمع العامة، تكون مبنية من أطر قضائية( محامون)، تخطيطية(مهندسون، مسّاحون) وإعلامية(مسوّقون، مستشارون،ناطقون بلسان).
هدف هذه الجمعية مواجهة مؤسسات الدولة ومكاتب الحكومة في القضايا العالقة: التخطيط والبناء، أوامر الهدم، الغرامات، مصادرة معدات، تقصير في دفع الميزانيات للسلطات، إجحاف مؤسساتي مُمنهَج بحق قرية او قرى، مصادرات أراضي، إجحاف من قبل إتحاد المياه بحق المواطنين، الخ من قضايا بحاجة لمواجهات مهنية.
لا يُعقل أن يبقى المواطن بدون "ظهر" في كافة هذه القضايا.
يجب علينا ان نستقي هذا التنظيم من المجتمع العربي، الذي يستند على "عدالة" و"مساواة" وعلى أطر وجمعيات اخرى، تدير شؤون النضالات ضد المؤسسات.
يوجد لدي شعور بوجود شرخ بين منتدى السلطات المعروفية والقيادة الدينية(المجلس الديني) وحتى في المنتدى نفسه، بحيث يتغّيب عدة رؤساء بشكل جارف عن النضالات والمظاهرات ضد سياسة الحكومة المُجحفة.
أولًا، فشل المنتدى في تنظيم شؤونه وفي التعبئة الجماهيرية الصحيحة.
ثانيًا، نرى بشكل واضح، ان القيادة الدينية(الشيخ موفق طريف) شريك في كل كبيرة وصغيرة تحدث في المجتمع المعروفي.
السؤال:هل هو يريد هذه التدخل ام ان الواقع(والمجتمع) يرغمه على التدخل في شؤون المجتمع المعروفي في قضايا التخطيط والبناء ومشاكل السلطات المحلية الخ من قضايا ليست من شأن القيادة الدينية وليست من ضمن صلاحياتها؟.
بدون شك، ان انعدام القيادة هي أحد المسببات لإشراك الشيخ موفق في شتى القضايا.
ثانيًا، انعدام اطر كالتي اقترحتها أعلاه هي السبب الثاني لإشراكه في كل ما يحدث.
جمعية أو مؤسسة مهنية مستقلة، من شأنها معالجة كافة القضايا بصورة مهنية بحتة، بدون حسابات ولا محسوبيات شخصية ولا غيرها.
هذه الجمعية او هذا الجسم بإمكانه تمثيل قضايانا مقابل مؤسسات الدولة أحسن تمثيل. بالطبع، يجب اختيار الشخصيات بالشكل الصحيح، إبعاد العراقيل والتدخلات السياسية عنه، ليعمل بصورة صحيحة.
يمكن تمويل هذا الجسم بصورة معينة، عن طريق مدفوعات شهرية او بطرق قانونية أخرى.
لكي نتقدم، علينا الإسراع لإقامة جسم ومؤسسة من هذا النوع.
عندها، تقل التدخلات الخارجية، وتقل المواجهات والانتقادات لجهات ضد جهات اخرى، ويعمل كل مسؤول او كل مؤسسة ضمن إطارها ليس أكثر من ذلك.
على فكرة، نحن بحاجة لمؤسسة مراقبة مستقلة، تعمل هي الأخرى بشكل مهني مستقل، تطالب بكشف الأوراق لمعرفة أين يذهب كل شاقل يدفعه المواطنون للأطر المختلفة.
حان الأوان لنعمل على بناء نفسنا بنفسنا بشكل صحي وصحيح، وان نكُف على إلقاء اللوم على الآخرين!.